الخميس، 11 يونيو 2015

معضلة تطور البنى المعقدة ، وإستدعاء معجزة التكيف المسبق

معضلة تطور البنى المعقدة ، وإستدعاء معجزة التكيف المسبق  

واحدة من أهم التحديات التي تواجه فكرة النشوء التطوري منذ زمن دارون ؛ هي شرح كيفية تطور الهياكل المعقدة تدريجياً ، لأن الأشكال الوليدة لتلك الهياكل تكون غير كافية لخدمة أي وظيفة.
يقول Mivart  (أحد منتقدي داروين المعاصرين له) ، أن 5% من جناح الطائر لا تكون وظيفية. وبذلك فإن النموذج الأولي غير المكتمل من الصفات المعقدة لن يعيش فترة كافية ليتطور وينمو إلى شكل مفيد عبر الأجيال .

 تفترض نظرية التطورأن العضيات والهياكل الجسدية   تمر أثناء رحلة تطورها عبر سلسلة من المراحل الوسيطة الطفيفة ، يقوم خلالها الإنتقاء الطبيعي  بصياغة  تكيفها  تدريجياً، بالحفاظ على تغيرات المرحلة المفيدة والوظيفية وتدمير ما هو غير صالح أو أقل تكيفاً .أدرك دارون الإشكالية التي تواجه فرضيته ممثلة فى بنية  التراكيب المعقدة بداخل كيانات الأحياء والتي أطلق عليها أجهزة "مفرطة الإتقان والتعقيد"'extreme perfection and complication' ، 
ف
هذه الأعضاء لا تستطيع أن تقوم بوظيفتها الا بوجودها مكتملة ، والمراحل الوسيطة المتتالية التي من المفترض أن يمر بها العضو أثناء رحلة تطوره الطويلة ليس لها أي معنى وظيفي  إلا بوصفها أجزاء من المنتج النهائي ،ولا تقدم أي ميزة إنتقائية ، وبذلك ينعدم  الدور المخول للإنتقاء الطبيعي فى الحفاظ عليها وتثبيتها لأنها مجرد أعضاء مشوهة ناقصة تمثل عبئ على حاملها يجب التخلص منه.
الإنتخاب الطبيعي وفق تعريف الدارونية عملية لا غرض لها ، عمياء عن رؤية المستقبل ، ليس لها أهداف أو غايات ، وهو لا يدري فائدة  لتلك الخطوات الأولية لأنه يتعامل مع كل تقدم على حدى ، ومعيارا التقييم الوحيدان للإنتخاب هما :النجاح فى البقاء ،والنجاح فى التكاثر وهذا ما يجب أن يتوافر فى كل خطوة من خطوات التغيير فى نشوء العضو الحيوي ولكن الطبيعة الغير إختزالية للعضيات الحيوية التي لا تقبل التدرج الوظيفي أو الإنقاص تفشل هذه العملية تماما  .
 لو أخذنا قياساً على خطوات رسم شكل معقد على الورق وليكن شكل وجه إنسان ومثلنا الخطوط التى تتحرك على الورق بالطفرات ، ومثلنا الانتخاب الطبيعي بالممحاة التي تحذف الخطوط غير المفيدة في صياغة الشكل المطلوب ،
سنجد ان اول مشكلة تواجهنا فى هذه العلمية ان الخطوط المرسومة الممثلة فى الطفرات عشوائية تماماً ، ومن واقع إدراكنا أنه لا يمكن لطفرة واحدة أن تصوغ البنية الجسدية المعقدة  ، وأن الأمر يتطلب تقدم تدريجي بطيئ متمثل فى طفرات كثيرة متراكبة ، ستواجهنا مشكلة أكبر فأي تقدم بطيئ تقدمة الطفرات خلال المراحل الوسيطة لا يمكنه أن يحمل أي معني وظيفي للبنية النهائية لأنها غير قابلة للإختزال الوظيفي ، أي لا يمكنها أن تقدم وظيفة محددة الا بوجودها مكتملة الأجزاء .
ويمكننا هنا أن نستنتج أن الممحاة (الانتخاب الطبيعي) لا يمكنها أن تتعرف على أي من الخطوط التقدمية الصحيحة التى ترسمها الطفرات المتتالية لتقوم بتثبيتها ولا تحذفها . ومن ذلك سنجد منطقياً أن الفكرة النظرية مستحيلة التحقيق بعيداً عن التفاصيل العلمية التي تؤكد ذلك ، فالآلية التي من شأنها تقديم تفسير لتطورالبني المعقدة ليس لديها فرصة لتحرز أي تقدم  ، لأنها لا تعدو كونها مجموعة من الشخبطات (الطفرات العشوائية ) سيتم محوها أولاً بأول بمعرفة الإنتخاب لأنه لا يراها ذات فائدة .

إستعرض  مايكل بيهي Michael Behe أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة ليهاي - بنسلفانيا وأحد منظري التصميم الذكي من خلال  كتابه الشهير صندوق داروين الأسود " Darwin's Black Box:The Biochemical Challenge to Evolution  " أمثلة متعددة من النظم الغير قابلة للإختزال على المستوى البيوكيمائي الجزيئي فى الحياة المجهرية الدقيقة والالات الجزيئية داخل الخلايا .
وعرف بيهي النظام الغير قابل للإختزال Irreducible complexity بأنه نظام مركب من العديد من الأجزاء التي تتفاعل بتناسق شديد لإنتاج الوظيفة المخولة بالنظام ويتبع ذلك أن إزالة جزء واحد من أجزائه يعطل هذا النظام ويوقفه عن العمل ، مما يعني أنه قد تم  تصميمه من البداية مع  جميع أجزائه ، وبذلك لا يمكن أن يتكون نتاجاً لطفرات طفيفة متدرجة يتم إنتخابها، فالتطور لا يمكنه بناء وظائف معقدة خطوة بخطوة لأن تلك الخطوات لا يمكنها توفير أي ميزة إ لحاملها, وهذا يعني أن الانتقاء الطبيعي لن ينتقي هذا النمو التطوري ويثبته، ولن يسمح لنظام غير كامل وغير فعال بالانتشار من جيل لآخر فهو لا يثبت سوى التغيرات الوظيفية وهو ما تفتقده تلك النظم التي لا تعرف وظيفتها الا بوجودها مكتملة.


إستدعاء المعجزات :
بدون وجود وظيفة للمراحل الوسيطة لن يتقدم التطور خطوة واحدة لانه سيفقد جوهره الحقيقي المتمثل فى قدرة الانتقاء الطبيعي الانتهازية فى تثبيت الميزات الوظيفية ، وكان الحل الوحيد المتاح أمام منظري الدارونية هو إيجاد وظائف لكل خطوة انتقالية في سبيل تطور التراكيب المعقدة ، وهنا تم إستدعاء فرضية إضافية سميت بفرضية التكيف المسبق Co-option أو  exaptation .تبتكر فرضية التكيف المسبق أو الخيار المشترك  الية غير مباشرة لتطورالبني الجسدية المعقدة غير قابلة للاختزال الوظيفي بإفتراض وجود وظيفة ثانوية لأجزاء النظام فى تراكيب أخرى والتي يمكنها  أن تتكيف فيما بعد لانتاج النظام الجديد
وهو مصطلح جديد نسبيا، إقترحه كلا من ستيفن جاي غولد وإليزابيث فيربا في عام 1982  للتعبير عن الخصائص التي تظهر في سياق وظيفي ما ، قبل أن يتم إستغلالها وإحتوائها فى سياق آخر؛ حيث يمكن لسمة معينة كانت تخدم وظيفة بعينها، أن تتحول في وقت لاحق لوظيفة أخرى.

ومن الامثلة الشهيرة للتكيف المسبق هو ريش الطيور. الذي تفترض الدارونية وجوده لتدفئة الحيوانات قديما قبل أن يتكيف كعامل رئيسي فى الطيران
يلجأ انصار التطورفي معظم القضايا الشبيهة  لمثل هذه الامثلة السطحية والانتقائية دون الخوض فى تفاصيل علمية لتجنب الحرج ، فنقاش الاشكالية على المستوي المجهري فى تراكيب الألات الجزيئية مثل السوط البكتيري كمثال شهير ومثيرللجدل  استخدمه مايكل بيهي في التدليل علي حجته يظل عصياً على الحل  ، فعلى دقة هذا التركيب يبدو تماما كالألة الميكانيكية ، بل هو فعليا كذلك 

تقترح فرضية التكيف المسبق تواجد الاجزاء المختلفة للنظام الحيوي المعقد فى سياقات وظيفية مختلفة فى وقت سابق خلال عملية التطور ، وهذا الزعم لا يحل الاشكالية بقدر ما يزيدها تعقيداَ فالاجزاء والبروتينات كانت متواجدة فى نظام معقد سابق آخر ، وبذلك تم نقل المشكلة فقط من النظام الحالي الى النظام السابق الذي لا زال يواجه نفس المعضلة ، وسنتحول الي سلسلة لا متناهية من الانتقالات دون الوصول الى حل لأصل الاشكال القائم ، علاوة على ذلك يواجهنا تساؤل حول السيناريو غير المعقول الذي سيجبر قطعة من نظام وظيفي قائم لتتخلى عن النظام الذي كانت تشغله لتدمره وظيفيا وتهاجر بطريقة غير معقولة الكيفية لتجد نفسها متوافقة تماما مع أجزاء أخرى فى نظام أخر قائم بوظيفة محددة فتتعشق فى النظام بدقة لتحول الوظيفة الى وظيفة أخرى .

ماهى متطلبات دحض نظام معقد غير إختزالى ؟
لتتمكن الداروينية من وضع إختبار حقيقى حول تفسير أصل آلة جزيئية متكاملة غير قابلة للإختزال 
وظيفيا يتوجب عليها تتبع الخطوات والشروط الاتية التي تم تلخيصها وفقا لمنيوج  Angus Menuge  :   
  • أولا : توافر وإتاحة كل الأجزاء اللازمة لتشكيل النظام المطلوب  .
  • ثانيا : تموقع الأجزاء فى موقع البناء فى الوقت الذي يتطلب وجودها فيه .
  • ثالثا : التنسيق والتوافق لتلك الاجزاء فى الوضع الصحيح لملائمة التركيب فى النظام وفقا للتوقيت والمكان المناسبين لتتفاعل بشكل صحيح  داخل النظام . 
ويسبق ذلك كله توافر تعليمات التجميع الخاصة لتلك الوظيفة  على شريط الحمض النووي والا لن يتمكن من الاستمرار عبر الاجيال التاية وهذه العملية يستحيل إرجائها لعمليات عشوائية فمصدر المعلومات الوحيد المعروف عبر التجارب البشرية هو التصميم الواعي وهو ما لم يتترك اليه أنصار رواية التكيف المسبق .

للمزيد من التفاصيل حول التكيف المسبق راجع المقالات السابقة :
http://creationoevolution.blogspot.com/2014/04/blog-post.html
http://creationoevolution.blogspot.com/2014/04/vs.html

الجمعة، 5 يونيو 2015

نتائج ENCODE لم يتم دحضها


دراسة نشرت فى 2014 تقول أن 8.2 % فقط من الحمض النووي من المرجح أن تكون وظيفية. والباقي عبارة عن "خردة".
http://www.sciencedaily.com/releases/2014/…/140724141608.htm
يتناقض هذا الرقم مع استنتاجات مشروع اينكود ENCODE ، ونتائج أكثر من ألف تجربة بمشاركة عشرات المختبرات ومئات من العلماء في ثلاث قارات، وتم نشرها في وقت واحد تقريباً في عشرات المقالات في خمس مجلات مختلفة - وقدمت أدلة على أن 80٪ أو أكثر من الحمض النووي وظيفية .

العجيب أن الملاحدة الذين يتبنون مبدأ الاحتجاج بالعدد طوال الوقت في إعتراضهم على الانتقادات الموجهة للتطور يقيمون احتفالا ً مبالغاً فيه بالورقة السابقة بالرغم أنها تبدو مغردة خارج السرب تماماً وسط المكتشفات الحديثة ، لكنها قشة أخرى يستغيثون بها من الغرق.
حجة الورقة قائمة على فكرة مفادها أن الأجزاء التي لم يحافظ عليها الانتقاء الطبيعي هي بالضرورة غير وظيفية .
كان هذا مقياس الوظيفة الذي اثبتت دراسات تالية نشرتها مجلة الطبيعية أنه مقياس فاسد تدحضه المشاهدات الفعلية ، فقد وجدت إدراجات عناصر الرتروترانسبوزونات retrotransposon غير المحفوظة بين الانواع المختلفة تحمل وظائف تنظيمية هامة .
binding sites,this may provide unexpected regulatory plasticity ... Evolutionary conservation of primary sequence is typically considered synonymous with conserved function , but this finding suggests that this concept should be reinterpreted , because insertions of retrotransposon elements in new genomic regions are not conserved between species.

الاثنين، 25 مايو 2015

إنجازات الدارونية


لا يكذب المتعصب للدارونية حين يقول أن نظرية التطور قدمت إنجازات تطبيقية مؤثرة في تاريخ البشرية ؛ فقد قدمت الكثيربالفعل ، ومن أهم ما قدمته للبشرية الإنجاز الأكبر الذي عرف ب " الدارونية الاجتماعية "


 بدأت نظرية التطور في القرن التاسع عشر يممارسة تأثير واسع المجال بفلسفة علم الأحياء ، في حين لم تقدم أى منفعة في أي من مجالاته التطبيقية المتشعبة في الطب والزراعة والبيطرة (1)

تخللت أفكار الداروينية وامتد تأثرها الي  السياسة العامة. وبقدر ماهى معيبة، كانت مختلف التأثيرات والنتائج المنبثقة عنها كارثية .
 وكانت فكرة داروين  "الصراع من أجل البقاء "  بمثابة إلهام وتبرير "علمي " أتاح لأصحاب الايدولوجيات الاجرامية تقنين الصراعات الطبقية ، واضطهاد الضعفاء ، والعنصرية والاستعمار والاستغلال والقمع وغيرها من أشكال وحشية من السلوكيات بإعتبار الطبيعة ساحة قتال للمجتمعات البشرية .
في العام 1922؛ نشر هاري لافلين ، مدير قسم الارشيف الخاص بتحسين النسل بامريكا والذي كان قد انشئ قانون التعقيم المحسن للنسل النموذجي<model eugenical sterilization law> الذي كتب فى عام 1914 للتصريح بتعقيم الناس تحت الاصناف الاتية  (2):

1- البلهاء.
2- مختلين عقليا (بما في ذلك اللذين يعانون اختلال نفسي ).
3- ذوي العقلية الاجرامية المشاكسون والجانحون.
4- مرضي الصرع.
5- مدمنى المشاريب المسكرة والمخدرات.
6-المرضي (بما في ذلك السل والجزام والزهري وذوي الامراض المعدية ).
7- المكفوفين واصحاب الاعتلال البصري الخطير.
8- الصم واصحاب الاعتلال السمعي الخطير.
9-المشوهون والمقعدون.
10- العالة على الغير (الايتام ، الفقراء، المشردون والفقراء المعدمون).


كانت فلسفة لافلين وأقرانه من وجهاء امريكا الوقوريين في ذلك الوقت هي أن التقدم في النظام الصحي والصحة العامة والتغذية خلال القرن المنصرم أدت الى بقاء عدد أكبر من الناس غير المرغوب فيهم والذين كانوا يتناسلون بمعدلات لم تكن ممكنة فى الماضي ، وكانت هذه العوامل سبب تعطيل سيف قانون البقاء للأصلح الذي كان يستأصل رقابهم أول بأول ويبقى على النسل القوي ومن ذلك لزم تصحيح الوضع والتدخل لضبط المعادلة . وعلى الدولة واجباً أكيداً لتفعل مافي وسعها للحد من انتشارالصفات غير المرغوبة التي اعتقدوا أنها اصبحت اكثر شيوعا لان التدخلات الحكومية السابقة جعلت الحياة اسهل لهؤلاء غير المرغوب فيهم ومكنتهم من الحياة والتناسل
(3)

من المثير أن نعلم أن من بين المتحمسين لعمليات تحسين النسل في امريكا كان الرئيس وودرو ويلسون والكسندر غرهام بيل ومارغريت سانغر التى أسست الحركة من أجل تحسين النسل وأيدها روزفلت  الذي كتب فى احد رسائلة:


"من الغريب فعلا أن شعبنا يرفض أن يطبق على البشر تلك المعارف الابتدائية مثلما ينبغي على كل مزارع ناجح أن يطبق على تربية الماشية لدية ،  أي مجموعة من المزراعين الذين لم يسمحوا بتناسل افضل الماشية لديهم وسمحوا بأن تأتي الزيادة من الماشية السيئة سوف يجري التعامل معهم على انهم يستحقون دخول مصحة الامراض العقلية" . 
(4)


تخلى أنصار دارون عن تلك الافكارالشيطانية بعد ذلك لأنها تسببت فى نبذ نظرية دارون لدى العامة وعدم تقبلها حتي أن نصف الامريكين وبعد قرن من تلك المأساة لا يؤمنون بنظرية التطور كما يحكي آل جور فى كتابه the future six drivers of global change.



بالعودة الى لافلين وقائمته المشئومة فقد كانت مهينة وغير إنسانية بشكل مثير للأشمئزاز لكن من المفارقات التي ينبغي ذكرها بهذا الخصوص:
الاولى هي أن لافلين نفسه كان مصابا بالصرع وبالتالي يقع تحت طائلة تلك القائمة
 (5)    


والثانية أن النازيون قد منحوه درجة فخرية فى عام 1936 من جامعة هايدلبرج لجهده فى "علم التطهير العرقي" وطبقوا تشريعه فى فترة الرايخ الثالث فى المانيا النازية كأساس لتعقيم أكثر من 350 ألف شخص بالاضافة الى رصيده السابق والمقدر بعشرات الالاف فى امريكا (6)


 



يحكي روبرت رايت  :
"بعد كل شئ : نظرية التطور لديها تاريخ طويل وقذر إلى حد بعيد فيما يتعلق بتطبيقات الشئون الانسانية .  " بعدما اختلطت مع الفلسفة السياسية لتشكيل ايدولوجية غامضة تعرف باسم "الداروينية الاجتماعية " وما لعبته فى أيدي العنصريين والفاشيين والصنف الاقسى قلوبا من الرأسماليين (7)
  ________________________________
1-  
http://creationoevolution.blogspot.com/2015/05/nothing-in-biology-makes-sense-except.html
2-
paul a.lombardo,three generations,no imbeciles ,eugenics,the supreme court,andbackv.bell (baltimore, johns hopkinsuniversity press,2008),p.91.
3- 

paul lombardo,eugenic sterilization laws image archive on the american eugenics movement 
http://www.eugenicsarchive.org/html/eugenics/essay8text.html
4-
 harry bruinius, better for all the world ;the secret history of forced sterilization and america's quest for racial purity  pp.190-91
5-
wellerstein ,harry laughlin's model  eugenical sterilization law
6-
المصدر السابق 
7-
Robert Wright, The Moral Animal, New York:Vintage Books, 1994, p. 7.____________


https://books.google.com.eg/books?id=aq94CAAAQBAJ&hl=ar

بعض أنصار دارون يفندون مصوغات حكم القاضي جونز بمحاكمة دوفر


يقول القاضي جونز في مسوغات حكمه فى نهاية محاكمة دوفر الشهيرة التي تناولت حجة التطور، ضد تدريس التصميم الذكي:
Both Defendants and many of the leading proponents of intelligent design make a bedrock assumption which is utterly false. Their presupposition is that evolutionary theory is antithetical to a belief in the existence of a supreme being and to religion in general. Repeatedly in this trial, Plaintiffs' scientific experts testified that the theory of evolution represents good science, is overwhelmingly accepted by the scientific community, and that it in no way conflicts with, nor does it deny, the existence of a divine creator.
هنا يعتبرالقاضي جونز أن تحرك أنصار التصميم الحكيم كان من منطلق الافتراض المسبق لديهم أن نظرية التطور تتناقض مع الاعتقاد في وجود الخلق الإلهي  والدين بشكل عام. وهو ما شهد ضده ونفاه الخبراء العلمين خلال مجريات المحاكمة .

يتعجب دانيال دينيت  Daniel Dennett من تلك المقالة ويعلق عليها بقوله:


  ” I have not read the scientific experts’ testimony, and I wonder if Judge Jones has slightly distorted what they said. If they said that the theory of evolution in no way conflicts with the existence of a divinecreator, then I must say that I find that claim to be disingenuous. The theory of evolution demolishes the best reason anyone has ever suggested for believing in a divinecreator. This does not demonstrate that there is no divine creator, of course, but only shows that if there is one, it (He?) needn’t have bothered to create anything, since natural selection would have taken care of all that. Would the good judge similarly agree that when a defense team in a murder trial shows that the victim died of natural causes, that this in no way conflicts with the state’s contention that the death in question had an author, the accused? What’s the difference?

يقول دينيت ؛ أن نظرية التطور تهدم أفضل سبب يمكن لأي شخص إقتراحه للإعتقاد في وجود الإله الخالق ، فذلك الإله لا يفصح عن وجوده . وإن كان موجوداً ، فلا حاجة لإزعاجه لخلق أي شيء لأن الانتقاء الطبيعي قد أخذ على عاتقه تلك المهمة.
يضرب دينيت مثال يسخر فيه من منطق القاضي جونز ويقول إن القاضي جونز يوافق على نحو مماثل أنه عندما يشرح  فريق الدفاع في محاكمة  متعلقة بجريمة قتل أن الضحية توفيت لأسباب طبيعية، فإن هذا لا يتعارض بأي حال من الأحوال مع قول فريق الإدعاء بأن الوفاة كانت بسبب القتل العمد ، وأن هذا لا يبرأ المتهم .

ربما يخالف أكثر الدارونيين مقالة القاضي جونز السابقة ويثبتون مجافاتها للواقع ، فهذا ريتشارد دوكينز يقول :
(لقد جعل دارون أنه من الممكن أن يصبح الملحد مطمئن فكرياً)

(Darwin made it possible to be an intellectually fulfilled atheist).
ويقول William Provine أن ؛ (نظرية التطور هي أعظم محرك تم إختراعة للإلحاد على الإطلاق )
(Evolution is the greatest engine of atheism ever invented)

ويقول  Niles Eldredge أن ؛ (دارون بذل جهداً عظيماً لعلمنة العالم الغربي أكثر من أي مفكر منفرد عبر التاريخ )  
Darwin did more to secularize the Western world than any other single thinker in history
ويعتبره عملاقاً، لانه أتاح الفرصة لفهم تاريخ الحياة بمصطلحات طبيعية دون اللجوء الى أسباب خارقة أو إله 
CHARLES ROBERT DARWIN stands among the giants of Western thought because he convinced a majority of his peers that all of life shares a single, if complex, history. He taught us that we can understand life's history in purely naturalistic terms, without recourse to the supernatural or divine .


ويقول فيلسفوف ومؤرخ الدارونية الشهير إرنست ماير أن (الداروينية ترفض كل الظواهر الخارقة للطبيعة والمسببات. فنظرية التطور تشرح التنوع فى العالم الحي بطريق الانتقاء على نحو مادي حصرياً ) 

Darwinism rejects all supernatural phenomena and ausations. The theory of evolution by 
natural selection explains the adaptedness and diversity of the world solelymaterialistically.






الاثنين، 11 مايو 2015

"لا شيء في علم الأحياء من الممكن أن يُفهم إلاّ على ضوء نظريّة التطوّر".




من دعايات الدارونية الزائفة


"لا شيء في علم الأحياء من الممكن أن يُفهم إلاّ على ضوء نظريّة التطوّر".

Nothing in Biology Makes Sense Except in the Light of Evolution
كان هذا عنوانا لمقالة كتبها ثيودوسيوس دوبجانسكي (1973 ) ومن ثم تحولت الى أيقونة مفضلة للترويج للداروينية

. ولكن. . . ما مدى واقعية هذا الشعار المتكرر ؟
يجيب "AS Wilkins" رئيس تحرير journal BioEssays في عددها الخاص الصادر عام 2000 عن هذا الادعاء كاشفا عن ذلك التناقض بين عقيدة الدارونين في اعتبار التطور مركزيا وبين التطبيق الفعلي للتطور في شتي مجالات البيولوجيا التي تعتبره زائداً عليها وعديم الجدوى .
“The subject of evolution occupies a special, and paradoxical, place within biology as a whole. While the great majority [of] biologists would probably agree with Theodosius Dobzhansky's dictum that 'nothing in biology makes sense except in the light of evolution', most can conduct their work quite happily without particular reference to evolutionary ideas. 'Evolution' would appear to be the indispensible unifying idea and, at the same time, a highly superfluous one
ويري فيليب سكيل عضو اكاديمية الوطنية للعلوم بأمريكا أنه بعكس تلك الادعاءات التي يتم الترويج لها بأن التطور هو حجر الاساس فى البيولوجيا التجريبة ، فإنه لا يمثل أهمية تذكر كما ينقل تقريرمجلة the scientist لعام 2005
Why Do We Invoke Darwin? | The Scientist Magazine®
www.the-scientist.com
وكذلك الامر في كافة مجالات البيولوجيا التطبيقية المختلفة (البيولوجيا الجزيئية ، والكيمياء الحيوية ، وعلم وظائف الاعضاء ) كما يؤكد بروفسيور مارك كرشنر رئيس قسم البيولوجيا بمدرسة هارفرد للطب:
"“In fact, over the last 100 years, almost all of biology has proceeded independent of evolution, except evolutionary biology itself. Molecular biology, biochemistry, physiology, have not taken evolution into account at all."
http://www.boston.com/…/…/articles/2005/10/23/missing_links/
وحتى عام 2013 لازالت التقارير تكذب ذلك الادعاء ، في تقرير مختص تم نشره يقول أن التفسيرات المباشرة هى مانحتاجة للتشخيص والعلاج ، وأن التفسيرات المتعلقة بالنشوء والارتقاء ضعيفة ، والاهمية السريرية للطب التطوري فى افضل الحالات غير مؤكدة .

الأربعاء، 29 أبريل 2015

الطريق الثالث لتفسير نشوء الأنواع الحية ..: محاولة للفهم أم للإنقاذ ؟


مؤخراً ؛ كفرت مجموعة متميزة من العلماء فى مجالات مختلفة من الأحياء أمثال Shapiro, Noble, Koonin, Neuman, Jablonka وغيرهم الكثيرين بالدارونية الحديثة ، وإنتقدوا ذلك الاعتقاد حول اعتبار الانتقاء الطبيعي القوة الابداعية الفريدة التي يمكنها حل جميع المشاكل التطورية الصعبة دون أساس تجريبي حقيقي
ووجهوا دعوة للبحث عن طريق ثالث لتفسير التنوع الحيوي بعيداً عن الطريقين السابقين (الخلق ، الدارونية الحديثة ).
الأفكار النقدية التي يوجهونها للدارونية تتلاقى كثيراً مع إستدلالات التصميم الذكي ، لكنها ترفض بشدة فكرة خضوع الحياة لتحكم التصميم من الخارج بإعتباره فكرة ميتافيزقية خارج نطاق العلم .
لا زلنا لا نعرف حقيقة توجه هؤلاء ؛
هل هي محاولة جادة للفهم والتفكير خارج الصندوق ، أم هي محاولة مستميتة لإنقاذ الإطار التفسيري المادي لنشوء الأنواع بعيد عن التصميم والخلق .
_______________________________

الأربعاء، 22 أبريل 2015

"أردي" أيقونة التطور البشري كانت مجرد قرد !!


"أردي"  أيقونة التطور البشري كانت مجرد قرد !!


فى عام 2009 أعلنت مجلة Science عن كشف أحفوري إعتبرته الحدث الأهم فى ذلك العام ، كان ذلك الحدث هو إكتشاف أحفورة تمثل السلف الاقدم للبشر ، أطلق عليها " أردي"Ardipithecus Ramidus"، لتصبح "أردي" بعد ذلك إحدى أشهر أيقونات التطور البشري .
لماذا تأخر الكشف عن أردي كل هذا الوقت  ؟:


تم إكتشاف عظام "أردي" فى أوائل التسعينيات وكان لسبب تأخير الكشف عنها لأكثر من 17 عاماً قصة مثيرة ، ففي عام 2002م شرحت مقالة في مجلة Science جزءاً هاماً مما جرى وراء الكواليس ، فقد كانت العظام المتأحفرة المكتشفة بالغة السوء، مهشمة ، ومسحوقة تماماً، وطباشيرية، تتفتت وتتحول لغبار بمجرد لمسها. 
The next field season, team member Yohannes Haile-Selassie found the first of more than 100 fragments that make up about half of a single skeleton of this species, including a pelvis, leg, ankle and foot bones, wrist and hand bones, a lower jaw with teeth—and a skull. But in the past 8 years no details have been published on this skeleton. Why the delay? In part because the bones are so soft and crushed that preparing them requires a Herculean effort, says White. The skull is “squished,” he says, “and the bone is so chalky that when I clean an edge it erodes, so I have to mold every one of the broken pieces to reconstruct it.”
http://www.sciencemag.org/content/295/5558/1214

وهو ما ذكرته مجلة nationalgeographic عن الجودة الرديئة للأحفورة ، نتيجة دهسها فى الطين تحت أقدام الحيوانات ، وتعرضها لعوامل التعرية بعد تكشفها على سطح الارض

http://news.nationalgeographic.com/news/2009/10/091001-oldest-human-skeleton-ardi-missing-link-chimps-ardipithecus-ramidus.html
إحتاجت الأحفورة الي عمليات إعادة  تركيب إفتراضية رقمية  موسعة، واستخدمت مجلة تايم تعبير الحساء الأيرلندي  Irish stew لوصف حالة عظام الحوض المسحوقة .

الصورة الكاملة للفتاة أردي :

تحولت عظام أردي فى الدوريات العلمية الدارونية الي أنثى ممشوقة القد تماماً تحمل نظرة مفعمة بالانسانية ، بالرغم من التشكيك الجدي للباحثين فى قدرة عظام الحوض المهشمة على تأكيد أي تفاصيل تشريحية ثبتت مشي القردة أردي على قدمين كما ذكر تقرير الكشف فى مجلة science . بل تبدو غير ملائمة للقيام بهذه المهمة 

several researchers aren't so sure about these inferences. Some are skeptical that the crushed pelvis really shows the anatomical details needed to demonstrate bipedality. The pelvis is "suggestive" of bipedality but not conclusive, says paleoanthropologist Carol Ward of the University of Missouri, Columbia. Also, Ar. ramidus "does not appear to have had its knee placed over the ankle, which means that when walking bipedally, it would have had to shift its weight to the side," she says. Paleoanthropologist William Jungers of Stony Brook University in New York State is also not sure that the skeleton was bipedal. "Believe me, it's a unique form of bipedalism," he says. "The postcranium alone would not unequivocally signal hominin status, in my opinion

بعد ذلك بعام ، فى 2010 أشارت ورقة لاحقة لإستيبان سارمينتوEsteban E. Sarmiento في مجلة  science أيضا إلى أن مكانيكية الحركة التي يؤشر إليها تشريح عظام القدم تبدو أقرب للغوريلا ، وقال أن كل الصفات التي تم الأستدلال بها على مشي أردي على قدمين ، هي  نفس الصفات التي تلزم  حيوان يمشي على أربع

Moreover, attempts to link Ar. ramidus
to an exclusive human lineage by pointing to
suspected facultative bipedal characters in the
foot (9) are not convincing (16). All of the Ar.
ramidus bipedal characters cited also serve the
mechanical requisites of quadrupedality, and in
the case of Ar. ramidus foot-segment proportions,
find their closest functional analog to those of
gorillas, a terrestrial or semiterrestrial quadruped
and not a facultative or habitual biped


وفي مقابلة لاحقة أجريت معه فى مجلة time ، كان لإستيبان تصريح غاية فى الخطورة فى هذا الصدد ، فقد حكى أنهم  قاموا بإستخدام  الأحرف والمفاهيم التي عفا عليها الزمن في التصنيف والإدعاء  بأن الصفات المرصودة تتعلق حصراً بالبشر ، رغم أنها متواجدة أيضا  فى القردة العليا.

ويستعرض بعض الامثلة التى تؤكد صحة ما قاله ، فتشريح المفصل الداخلي لفك أردي مماثل لقردة الأورانجوتان والجيبون التي تحيا اليوم ، وليس ملتحما بالجمجمة كما هو الحال عند البشر والقردة الإفريقية، وهذا يؤشر لنتيجة خطيرة تعارض الاقتراح المطروح سابقاً ، فأردي يتوجب عليها وفق هذه النتائج أن تكون قد إنفصلت عن الخط السلالي قبل ظهور هذه السمة عند السلف المشترك للبشر والقردة.وقال أن فريق البحث لم يعطي أى دليل يؤشر الى كون أردي من الخط السلفي للبشر ،  وقال استيبان ان الضجيج حول اردى كان مبالغ فيه. 
طرحت تصريحاته هذه  ظلالاً من الشك حول  أمانة الباحثين في فريق الفحص المكتشف وتعمدهم التركيز على أحرف قياس مضللة .
http://content.time.com/time/health/article/0,8599,1992115,00.html?xid=rss-topstories

في عام 2011 نشرت مجلة الطبيعة  nature ورقة جديدة إعترفت أن السمات التشريحية أكثر مشابهة للقردة الحالية ، وتحججت بكون هذه السمات القردية يجب أن تكون نوع من التطور التقاربي  homoplasy مع القردة العليا الموجودة حاليا ، إذا ما تم إعتمادها كسلف فى شجرة تطور البشر . (عذر قبيح جداً وتلاعب بالادوات .  - فالسمات التشريحية للإحفورة هي بالأساس الدليل الوحيد الذي يتم الإستناد عليه في قياس العلاقة التطورية ، لكنها هنا تعطي مؤشرات قوية للتشابه مع القردة الحالية ، ولأن النتائج تخالف السيناريو المطلوب إثباته ، تحول القول للتحجج بأن هذه السمات القردية ربما تكون نوع من التطور التقاربي .  )
هل يمكننا أن نسمي ما سبق علم ؟

http://www.nature.com/nature/journal/v470/n7334/full/nature09709.html?WT.ec_id=NATURE-20110217

في مقالة أخرى نشرتهاnytimes قال أحد علماء الأنثروبولوجيا بجامعة ستانفورد ريتشارد كلاين 

: "أنا بصراحة لا أعتقد أن أردي أحد اسلاف الانسان، أو ذات قدمين ".
I frankly don't think Ardi was a hominid, or bipedal
http://www.nytimes.com/2010/05/28/science/28fossil.html?_r=0

 وختاماً لحكاية الفتاة أردي ...
فإنه بعكس ما يشاع عن أيقونة التطور البشر ويروج له فى الدعايات الدارونية ، يبدو أن الاحفورة لم تحل اللغز ،أو تتقدم  خطوة واحدة في سبيل ذلك ، وكل ما قدمته هو زيادة اللغز مزيداً من التعقيد .

كما يحكي محرر مجلة ساينتفيك أمريكان في روايته عن الكشف : 

يبدو أن التحدي المتمثل في فهم شكل السلف المشترك الأخير وكيفية تنقله يتعاظم بالتأكيد. وإذا كان علماء الإنسان القديم قد تعلموا في العقد الماضي أي شيء فإنهم تعلموا أن فروع أسلاف البشر ستستمر غالبا في المزيد من التعقيد وخصوصا عند الرجوع في الزمن أكثر إلى الوراء. وحسب قول <  لاتيمر> : «سيؤدي هذا إلى الفوضى عند العودة في الزمن إلى الوراء.»
____________________________________________

للمزيد حول قصص الدارونية في تطور البشر إقرأ كتاب "العلم وأصل الإنسان "
http://www.kalemasawaa.com/vb/attachment.php?attachmentid=4494&d=1395127919